بقلمي: مانجيسال أوتومو وأحمد فواتح نور رزقي
المقدمة
الحمد
لله رب العالمين، حمد الحامدبن، حمد الناعمين، حمدا يوافي نعمه و يكافئ مزيده،
ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلالك وجهك الكريم وعظيم سلطانك. اللهم صلّ علي سيدنا
محمد وعلي اله وصحبه أجمعين. أما بعد. فاللهم إنا نسألك باسمك الأعظم الذي إذا
دعيت به أجبت، وإذا سُئلت به أعطيت. نتشرف بكم أن أقدم لكم بحثا علميا عن قضيّة الازدواجيّة
اللغويّة، فهي قضيّة التي تنازعت فيها العلماء وتخاصمت عليها الباحثون في البحث
والمعالجة منذ قرون ولم تنته إلى اليوم فمنهم من يذهب إلى أن الازدواجيّة اللغويّة
أمر بديهي لابد منه في الكلام أي هذه المسألة قد تتابعت منذ زمان طويل قبلنا ولكننا
سنعرف ونعرضها فيما بعد في هذا البحث.
ولا ننسى أن نشكر لكم على كل من المشاركات والمساعدات في
إنجازات هذه المناقشات وفي بحث هذا الموضوع من كتاب قضايا اللغة العربيّة في العصر
الحديث للدكتر سمر روحى، وقد كان مصدرا
أساسيّا لهذا البحث وأضفناه بعض المعلومات من المواقع الإلكترونية. ونطلب العفو من
أصحابنا القراء الباحثين الكرام من جميع الأخطاء والنقصان عند معالجة هذا الكتاب.
سنبيّن لكم في هذ الوضوع عن قضية الازدواجيّة اللغويّة،
قضية هي مسألة يتنازع فيها
الباحثون والازدواجية اللغوية هي اقترنا في الكلام: أشبه بعضه بعضا في السجع أو
الوزن وهذه المسألة ليست جديدة قد وقعت في الزمان قبل حضورنا الآن لكن سنعرف ونعلم
ما فيها في هذا البحث.
البحث
جاءت هذه القضية تترى ابتداءا من النصف الثاني من القرن
التاسع عشر حتي القرن العشرين وبدايات القرن الحادى والعشرين فنشبت الاختلاف بين
لباحثين والدارسين ولم يصل إلى النهاية حتى الآن. ذلك لأنّ الدارسين المتحمّسين
على الأمة العربية انطلقوا من هدف واضح محدّد وهو نصرة الفصيحة. وقد لاحظ المألّف الدكتور
سمر روحي أنّ المنهج التأثري أكثر استخداما من هؤلاء الدراسين العرب وهذا المنهج
له الفضيلة الكبري وهي تنمية شعور الاعتزاز باللغة الفصيحة لدى الإنسان العربي،
وترسيخه كره العاميّات في أنفسهم.
ثم أيضا المنهج التحليليّ الذي يتبعون وراء المنهج
التأثريّ أكثر تماسكا وهذا المنهج يهتمّ بطبيعة المشكلة المدروسة. إن المنهج
التحليليّ قدّم إسهامات مهمّة على تبعيد مشكلة الازدواجيّة اللغوية في التنبيه.
وقد اختار المصنّف ليعرف تاريخ العلاقة بين الفصيحة والعاميات العربية لأنها جعلنا
ليعرف على أن المشكلات اللغوية العربية ليست المسألة الجديدة بل تاريخية. ومن
المشكلات التي تكون من فروع هذه الازدواجية اللغوية هي:
• مشكلات تعليم اللغة العربية للعرب والأجانب.
• مشكلات الترجمة والتعريب في العصر التقنيّ الحديث.
• مشكلات اللغة في وسائل الإعلام (الإذاعة والتلفاز
والصّحافة)
• مشكلات الحوار في الأدب
المسرحىّ والروائيّ والقصصىّ
أولا: الّلغة الفصيحة
كانت العرب في الجاهليّة أهل الفصاحة فهم الشعراء والخطباء
والحكماء وبلغاء. ثم جاءهم القرآن فعجزوا ولم يستطيعوا أن يأتوا بمثل القرآن
ولغته. فتنزيل القرآن بلغتهم يتحدّاهم ويثيرهم بها فلم يفعلوا ولن تفعلوا ولو كان
بسورة من مثله، فما لغة القرآن إلا لغتهم ولسانهم.
وقد كانت لغة العرب في العصر الجاهلي تحتوي من عدة لهجات من
قبائل العرب كقريش وجرهم وخثعم وتميم وحمير وغيرها ثم نزّل عليهم القرآن بلغتهم الفصيحة
ويحمل معها تلك لهجات القبائل العربية في اللغة الأدبية مشتركة بين العرب. فلغة
القرآن هي الغة الفصيحة من كل قبائل العرب وهي لغة الاتحاد بين تلك القبائل
يتعارفون ويتفاهمون بها في المجتمع العربي. وهي اللغة الأدبية المشتركة التي تُستعمل في العصر
الجاهلي
وفي القرآن لهجات من القبائل العربية المختلفة وقد قرىء
القرآن على سبعة أحرف مراعاة لتلك لهجات. قرأ الجمهور: [فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ] وقرأ ابن أبي عبلة: (فَوَلِّ وَجْهَكَ تِلْقَاءَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ) ويذكر أبو عبيدة أن التلقاء معناها "النحو" في
لهجة كنانة [1] وكذالك
قراءة ابن مسعود (كالصوف المنفوش) في قوله تعالى [كَالْعِهْنِ
الْمَنفُوْشْ][2] .
ويشير أحد الاختصاصيين أن القرآن مصدر اللهجات ليس أي
كتب العرب يوازيه لأن إذا لاحظنا في القرآن لهجات قبائل لكانت لهجة قريش أكثر.
وقال المصنّف: إنها اللغة
العربية الأدبية المشتركة ولهجتها كلّها فلا فرق بين القبائل لهجة. ويخالف المصنّف
أن اللغة العربية الفصيحة هي هذه اللغة الأدبية المشتركة ولا فرق في لهجات والقرآن
الممثل لهذه اللغة.
ثانيا: العامّيّات العربية
شرع العرب المسلمون يفتحون البلاد والأمصار وهم يحملون معهم لغة
القرآن المشتركة ولهجات قبائلهم. وخرجت معهم اللغة العربية الفصيحة من مسقط رأسها
بالجزيرة العربية في جميع أنحاء العالم. ومن البديهي أن يحدث في معاملتهم مع سكّان البلاد
المفتوحة التأثّر والتأثير. فالعرب الفاتحون بالعراق يؤثّرون سكّانها ويتأثرون بهم
وكانت أرض الفارس. وكذالك شأن العرب بالشام التي كانت من أرض الروم والعرب التي
بمصر وكانت مصر من بلاد القبطيّة.
ذلك أن العرب
الفاتحين وجدوا اللغة الفارسية في العراق، واليونانيّة والسوريانية والآرامية في
الشام، والقبطية واليونانية في مصر واليونانية ولابربرية في المغرب الكبير ويتعلم
لغتهم ولهجتهم ويعلم لغتهم ولهجتهم أيضا.
وبتعبير آخر هنا العاميات
لها نوعين النوع الاول: يتشكل في عصر الفتوحات والنوع الثاني: يتشكل حين استقرّت
الفتوحات وضعف الحكم العربي.
ثالثا:
قضية الازدواجية اللغوية
وكانت اللغة العربية ذات صلة بتلك
اللغات التي تكلّمت بها سكّان البلاد المفتوحة كالعراق والشام ومصر فسهلت لهم
التعلّم اللغة العربية وممارستها. وذلك لأن اللغة العربية ما تزال أسيرة للغات تلك
الأمم في تلك البلاد المفتوحة بناءا إلى النظرة الجغرافية التي تقول إن الأقاليم
الجغرافية التي ترتبط لابد لها من لغة واحدة فاللغات في الجزيرة العربية وما حولها
من لغة واحدة وشقيقة واحدة.
واللغة التي سادت اليوم في تلك الأقاليم مزيجة بين اللهجات
العربية الوافدة ولغة سكّانها الأصليّة. وهذه الظاهرة أثر التفاعل اللغوي لها
سلبيات وإيجابيات. فليست بسلبية فحسب، بل كانت إيجابية أيضا. فمن اللإيجابيات نشأة
لغة التفاهم الجديدة أسهل انتقالا وأسرع نموا. وهذه لقرب أسرة وأصالة هذه اللغات
باللغة العربية مثل ما وجدناه في العراق والشام، دون إيران وبلاد ما وراء النهر
فكانتا من أسرة الآريّة وفصيلة طورانيّة.
وقال المصنّف هذه الازدواجية شيء لابد منه في اللغة العربية. بل
الأمر قد كان موجودا عند العصر الجاهلي بين لغة لأدب ولغة التفاهم اليومية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق