بقلمي : حُسني ذهبي و رائــــــــــــــــــد
أُممي
المقدّمة
الحمدلله ربّ العالمين وبه نستعين على أمور الدّنيا والدّين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد. اللّهمّ نسألك خيرَ نعمتِك و سعةَ رزقِك. يُسعِدنا لقاءُنا بكم في هذه الحلقة المباركة، فهذا اللقاء ليس إلّا لتقديم المقالة العلميّة، بل إنّما هو بحث عميق و منا قشة مشوِّقة و حوار ذو قِيمة لا تصوَّر بالكلام البَشَريّ. فبحثنا اليوم نتحدّث فيه عن قضيّة التّحدّيّات المعادية التى طبعاً تدور حول اللّغة العربيّة. وفي هذه القضيّة تنازعت العلماء و اختلفت الكبُراء و تخاصمت المحدثون. وليس من شيءٍ محرَّمٍ أن نكون مشتركاً في صفوفهم للمناقشة والاستفادة و أخذ الخبرة والاعتبار بحسن النظر والرأى. فاللّغة تنمو وترتقي و التّحدّيّاتُ تزداد وتَفيض كالجيوش المواجِهة أعداءَهم.
و جزيل الشكر نقوله لكم على المتابعات والإعانات في إيجاد هذه المناقشة و البحوث التى تُعقَد في الأيّام الماضيّة، فما نحن إلّا في جماعتكم وما نحن إلّا في سبيلكم وما نحن إلّا في محبّتكم. والشكر المتوفِّر لشيوخنا في هذه الحلقة، و هم الثلاثة السابقة، الأستاذ إزديان متّقين و الأستاذ أحمد فواتح نور رزقى والأستاذ إمام توفيق، الذين هم في الأعمال راشدون و في التدبير موثَّقون و للعلوم متقِنون و هم المجتهدون لتقدّم مركز التفاهم و تقدّمنا خصوصاً، سنكون مثلَهم بعد، إنشاء الله.
و حان وقت البحث في قضيّة التحدّيّات في اللّغة العربيّة، التى تهجُمها وتُغرِيها من جيل بعد جيل، و تنتقل سيولَ المياه من أرض إلى أرض أخرى، فتُنبِت النباتاتِ لا تُرجَى نموُّها و انتشارُها. و نطلب العفوَ من زملاءنا القُرّاء من جميع الأخطاء و الكبرياء و من كلّ الحوار الرَّدِيء أو الكلام السيِّء.
الحمدلله ربّ العالمين وبه نستعين على أمور الدّنيا والدّين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد. اللّهمّ نسألك خيرَ نعمتِك و سعةَ رزقِك. يُسعِدنا لقاءُنا بكم في هذه الحلقة المباركة، فهذا اللقاء ليس إلّا لتقديم المقالة العلميّة، بل إنّما هو بحث عميق و منا قشة مشوِّقة و حوار ذو قِيمة لا تصوَّر بالكلام البَشَريّ. فبحثنا اليوم نتحدّث فيه عن قضيّة التّحدّيّات المعادية التى طبعاً تدور حول اللّغة العربيّة. وفي هذه القضيّة تنازعت العلماء و اختلفت الكبُراء و تخاصمت المحدثون. وليس من شيءٍ محرَّمٍ أن نكون مشتركاً في صفوفهم للمناقشة والاستفادة و أخذ الخبرة والاعتبار بحسن النظر والرأى. فاللّغة تنمو وترتقي و التّحدّيّاتُ تزداد وتَفيض كالجيوش المواجِهة أعداءَهم.
و جزيل الشكر نقوله لكم على المتابعات والإعانات في إيجاد هذه المناقشة و البحوث التى تُعقَد في الأيّام الماضيّة، فما نحن إلّا في جماعتكم وما نحن إلّا في سبيلكم وما نحن إلّا في محبّتكم. والشكر المتوفِّر لشيوخنا في هذه الحلقة، و هم الثلاثة السابقة، الأستاذ إزديان متّقين و الأستاذ أحمد فواتح نور رزقى والأستاذ إمام توفيق، الذين هم في الأعمال راشدون و في التدبير موثَّقون و للعلوم متقِنون و هم المجتهدون لتقدّم مركز التفاهم و تقدّمنا خصوصاً، سنكون مثلَهم بعد، إنشاء الله.
و حان وقت البحث في قضيّة التحدّيّات في اللّغة العربيّة، التى تهجُمها وتُغرِيها من جيل بعد جيل، و تنتقل سيولَ المياه من أرض إلى أرض أخرى، فتُنبِت النباتاتِ لا تُرجَى نموُّها و انتشارُها. و نطلب العفوَ من زملاءنا القُرّاء من جميع الأخطاء و الكبرياء و من كلّ الحوار الرَّدِيء أو الكلام السيِّء.
البحث
علِمنا أنّ اللّغة العربيّة هى لغة صعبة، أى أنّها يصعب على الأجنبيّ والعربيّ تعلّمُها، ولهذا السّبب هجرها العرب و راحوا يستعملون العامّيّة في حياتهم اليوميّة. ولو كانت سهلةً مَرِنةً كما هي حال اللّغات الأجنبيّة لَاعتمدها العرب في تفكيرهم و استعمالهم و كتابتهم. لكنّها لغة صعبة مقصورة على بعض الواجبات الدّينيّة، و من المفيد التّخلِّي عنها، واعتماد العامّيّة المصريّة لأنّها سهلةٌ منتشرة في الوطن العربيّ.
لا شكّ في أنّ (الصّعوبة) هي التّحدّى المعادى الذى استمرّ حيّاً إلى الوقت الحاضر. وأمّا الدّعوة إلى العامّيّة و هِجر الفصيحة واستبدال الحروف اللّاتنيّة بالحروف العربيّة واعتماد اللّغات الأجنبيّة في التّعليم الجامعيّ إلّا التحدّيات الفرعيّة تدور في تلك الصّعوبة و تمتح منها، فتقسيمها كما يلى :
1. التّحدّى الأساسيّ : - صعوبة الفصيحة
2. التّحدّيات الفرعيّة : - الدّعوة إلى العامّيّة
- تيسير الكتابة العربيّة
- تيسير النّحو
- التّعليم باللّغات الأجنبيّة
أولاً : صعوبة الفصيحة
احتجّ العرب في ذلك تعقُّد بُنية الفصيحة، وتعدّد قوانينها، واتّساع مَتْنها، و دليلهم على هذه الصّعوبة ندارة مُتْقنيها من العرب، ولجوء أبنائها إلى العامّيّة لما وجدوا منها من مرونة وسهولة وقدرة على التّعبير عن أفكارهم بِأيسَر السُّبل اللّغويّة. ولذلك كانت نسبةُ الأُمِّيّة كبيرةً في المجتمع العربيّ في حين تتحلّى العامّيّة بهذه الصّفات ولكنّها منطوقةٌ غير مكتوبةٍ. قال ويليام ولكوكس[1]: (أنتم أيّها المصريّون، لن تزالوا قادرين على إيجاد قوّة الاختراع لديكم كما فعل الانجلترا، فإنّه يوجد فيكم أناس كثيرون توفّرت فيهم الشّروط المارّة. ولكنْ بسبب عدم وجود لسان علميّ مشهور بينكم، لم تتخلّصوا على شيء و أضعتم أعمالكم شتّى. و السّبب في ذلك أنّ الكتب الدُنيويّة يؤلِّفها أربابُها بكلام مثل الجبال، وفي آخر الأمر لا يَلِد هذا الكلامُ الصعبُ إلّا فأراً صغيراً. اللغة العربيّة الأصليّة كانت قويّةً جدّاً، مشحونةً بالألفاظ الشهيرة، و على مرور الزّمان غلبت القويّةُ الضّعيفةَ، وكوّنت لغةً قويّةً حيّةً). فرَدّ أبو حديد قولَه : (إنّ العامّيّة ليست بمجرّد مسخ أو تشوِيه للعربيّة، بل هي لغة قائمة بذاتها، لها قواعدُها و أصولُها)[2]، فالفصيحة في رأيه جامدة والعامّيّة متطوِّرة. تلك أيضاً حال أحمد أمين[3]، فقد اتّهم الفصيحةَ بالجمود وعلماءَها بالتّزمّت والتّعصّب لإقفالهم بابَ الاجتهاد، لكنّه لم يدعُ إلى العامّيّة بل دعا إلى فتح باب الاجتهاد على مِصراعَيْه صوناً لِلّغة الفصيحة من الجمود و حِرصاً على رُقيّها في عصر الحديث.
إنّ اللّغةَ أيّةُ لغة، صعبةٌ يَحتاج إتقانُها إلى معارف واسعة، و تدريبات مُتسلسِلة، و مهارات لغويّة كالحديث و القراءة و الكتابة. و تتباين اللّغات البشريّة في الصّعوبة تبعاً لقِدمها و حَداثتها، فاللّغات العريقة كالعربيّة أكثر صعوبةً من اللّغات الحديثة كالانكليزيّة و الفرنسيّة. لكنّ ذلك لا يعني اللغات الحديثة سهلة، ولو كانت كذلك لما شكا أهلُها منها.
و تزداد هذه التّحدّيات في عصرنا العَولمة، فإنّ الصعوباتِ لا تُعَدّ ولا تُحصَى، لأنّ العولمة تُحاصِر الأممم والدُّول والشّعوب من كلّ جانب وناحية. ولا يكاد يخرج عن هذا الحصار دولةٌ من الدول أو أمّة من الأمم. فليست العولمة شرّاً يُتَّقى أو خطراً يُدفَع, وإنّما هي ظاهرة تكاد تكون كونيّةً، لها السّلبيّات و الإيجابيّات. فسهولة نشرِ الكتابات الشخصيّة و وصولِها لدى المجتمع بين أيديهم من الشبكات والوسائل الإلكترونيّة أو الإعلاميّة, تضيّق البيئة الحسنة التى أسّسها القدماء منذ قرون طويلة.
علِمنا أنّ اللّغة العربيّة هى لغة صعبة، أى أنّها يصعب على الأجنبيّ والعربيّ تعلّمُها، ولهذا السّبب هجرها العرب و راحوا يستعملون العامّيّة في حياتهم اليوميّة. ولو كانت سهلةً مَرِنةً كما هي حال اللّغات الأجنبيّة لَاعتمدها العرب في تفكيرهم و استعمالهم و كتابتهم. لكنّها لغة صعبة مقصورة على بعض الواجبات الدّينيّة، و من المفيد التّخلِّي عنها، واعتماد العامّيّة المصريّة لأنّها سهلةٌ منتشرة في الوطن العربيّ.
لا شكّ في أنّ (الصّعوبة) هي التّحدّى المعادى الذى استمرّ حيّاً إلى الوقت الحاضر. وأمّا الدّعوة إلى العامّيّة و هِجر الفصيحة واستبدال الحروف اللّاتنيّة بالحروف العربيّة واعتماد اللّغات الأجنبيّة في التّعليم الجامعيّ إلّا التحدّيات الفرعيّة تدور في تلك الصّعوبة و تمتح منها، فتقسيمها كما يلى :
1. التّحدّى الأساسيّ : - صعوبة الفصيحة
2. التّحدّيات الفرعيّة : - الدّعوة إلى العامّيّة
- تيسير الكتابة العربيّة
- تيسير النّحو
- التّعليم باللّغات الأجنبيّة
أولاً : صعوبة الفصيحة
احتجّ العرب في ذلك تعقُّد بُنية الفصيحة، وتعدّد قوانينها، واتّساع مَتْنها، و دليلهم على هذه الصّعوبة ندارة مُتْقنيها من العرب، ولجوء أبنائها إلى العامّيّة لما وجدوا منها من مرونة وسهولة وقدرة على التّعبير عن أفكارهم بِأيسَر السُّبل اللّغويّة. ولذلك كانت نسبةُ الأُمِّيّة كبيرةً في المجتمع العربيّ في حين تتحلّى العامّيّة بهذه الصّفات ولكنّها منطوقةٌ غير مكتوبةٍ. قال ويليام ولكوكس[1]: (أنتم أيّها المصريّون، لن تزالوا قادرين على إيجاد قوّة الاختراع لديكم كما فعل الانجلترا، فإنّه يوجد فيكم أناس كثيرون توفّرت فيهم الشّروط المارّة. ولكنْ بسبب عدم وجود لسان علميّ مشهور بينكم، لم تتخلّصوا على شيء و أضعتم أعمالكم شتّى. و السّبب في ذلك أنّ الكتب الدُنيويّة يؤلِّفها أربابُها بكلام مثل الجبال، وفي آخر الأمر لا يَلِد هذا الكلامُ الصعبُ إلّا فأراً صغيراً. اللغة العربيّة الأصليّة كانت قويّةً جدّاً، مشحونةً بالألفاظ الشهيرة، و على مرور الزّمان غلبت القويّةُ الضّعيفةَ، وكوّنت لغةً قويّةً حيّةً). فرَدّ أبو حديد قولَه : (إنّ العامّيّة ليست بمجرّد مسخ أو تشوِيه للعربيّة، بل هي لغة قائمة بذاتها، لها قواعدُها و أصولُها)[2]، فالفصيحة في رأيه جامدة والعامّيّة متطوِّرة. تلك أيضاً حال أحمد أمين[3]، فقد اتّهم الفصيحةَ بالجمود وعلماءَها بالتّزمّت والتّعصّب لإقفالهم بابَ الاجتهاد، لكنّه لم يدعُ إلى العامّيّة بل دعا إلى فتح باب الاجتهاد على مِصراعَيْه صوناً لِلّغة الفصيحة من الجمود و حِرصاً على رُقيّها في عصر الحديث.
إنّ اللّغةَ أيّةُ لغة، صعبةٌ يَحتاج إتقانُها إلى معارف واسعة، و تدريبات مُتسلسِلة، و مهارات لغويّة كالحديث و القراءة و الكتابة. و تتباين اللّغات البشريّة في الصّعوبة تبعاً لقِدمها و حَداثتها، فاللّغات العريقة كالعربيّة أكثر صعوبةً من اللّغات الحديثة كالانكليزيّة و الفرنسيّة. لكنّ ذلك لا يعني اللغات الحديثة سهلة، ولو كانت كذلك لما شكا أهلُها منها.
و تزداد هذه التّحدّيات في عصرنا العَولمة، فإنّ الصعوباتِ لا تُعَدّ ولا تُحصَى، لأنّ العولمة تُحاصِر الأممم والدُّول والشّعوب من كلّ جانب وناحية. ولا يكاد يخرج عن هذا الحصار دولةٌ من الدول أو أمّة من الأمم. فليست العولمة شرّاً يُتَّقى أو خطراً يُدفَع, وإنّما هي ظاهرة تكاد تكون كونيّةً، لها السّلبيّات و الإيجابيّات. فسهولة نشرِ الكتابات الشخصيّة و وصولِها لدى المجتمع بين أيديهم من الشبكات والوسائل الإلكترونيّة أو الإعلاميّة, تضيّق البيئة الحسنة التى أسّسها القدماء منذ قرون طويلة.
التحدّيات
الفرعيّة
الاتّجاه
المعادي للغة العربيّة طرخ أربعة تحديات فرعيّة.
1.
الدعوة
إلى العامّيّة
الدعوة
إلى العامّيّة قضيّة زائفة محتوى, لم يكن في حاجّة إلى الضجيج الذي ملأ أسماع
الوطن العربي طوال قرن و نيِّف, و ما زال شببحه بجثم على صدور اللغويّين العرب و
محبّي الفصيحة والناطقين بها. إذ أنّها تدعو إلى استعمال العامّيّة انطلاقامن
أنّها لغة مستقلّة عن الفصيحة, في حين أنّها مستوي التعبيري من مستوي الفصيحة و
ظاهرة طبيعيّة فيها. وسبق القول في القضيّة الأولى, إنّه يمكن الاطمئنان إلى أنّ
العامّيّات التي نستعملها الآن في الوطن العربي, ما هي إلا حصيلة التفاعل اللغوي
بين اللهجات العربية الوافدة من الجزيرة العربية صحبة الفاتحين ولغات سكان البلاد
الأصليين, و نتيجة التطوّر الذي حدث علي هذا التفاعل عبر القرون.
إن
هذه الدعوة زائفة المحتوي, لأنها تدعوا إلى استعمال ما هو مستعمل في البلاد
العربية. و أن أنصار الفصيحة المتنوّرين لم يحاربوا الدعوة إلى العامّيّة لمخالفتهم محتواها أو جهلهم
زيفها, بل حاربوها لما تخبئه من أهداف معادية للأمة العربية.
و يمكن الاختزال[4]
هذه الأهداف في النقاط التالية :
أ- نقل العامية من اللهجة المنطوقة في
الحياة اليومية إلى اللغة المكتوبة المستعملة في التأليف والبحث. أي جعل العامية
لغة أدبية بدلا من الفصيحة.
ب- فصل
العرب عن تراثهم ودينهم
ت- نشر اللغة الأجنبية واعتمادها لغة
التعليم بُغية[5]
السيطرة علي العرب و جعلهم تابعين للاستعمار تبعيّة مطلقة.
خلاصة القول, أن
الدعوة إلى العامية زائفة المحتوي, معادية الأهداف, لكن الاستعمار نجح في غرسها في
الأرض العربية¸وجنّد لها من الأجانب. وتمَكّن العامية بوساطة ذلك من جعلها الشغل
الشاغل للأمة العربية طوال قرن ونيف, وطرحها[6]
بديلا من الفصيحة الصعبة المعقدة.
إذا كانت تلك الدعوة
إلي العامية فإن التخلّص منها منوط با العمل التربوي علي إنجاز ثلاث مهمّات :
أوّلها إعادة الثقة بالفصيحة, وثانيها ترسيخ المفهوم العملي لعلاقة الفصيحة
بالعامية بغية التحرّر من الأوهام اللغوية والنفسية, و ثالثها إقصاء اللغة
الأجنبية عن التعليم الجامعي و إحلال الفصيحة محلّها. و هذه المهمات الثلاث تعبير
عن حاجة اللغة العربية الفصيحة إلى الحياة في العصر الحديث.
2.
تيسير
الكتابة العربية
الدعوة إلى تيسير
الكتابة العربية ذات وجهين : سلبي و إجابي. الوجه السلبي هو إمتداد للتحدي المعادي
الخاص بالدعوة إلى العامية.ولكنه لم يشكّل تحديا حقيقيا وإن شغل العرب وقتا قليلا.
وهو استبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية. و تزيين لهذا العمل و إغراء[7] به
و تجسيد له بكتابة بعض النصوص العامية المصرية بالحروف اللاتينية. و أما الوجه الإيجابي لقضية تيسير الكتابة
فهو التحدي الحقيقي. ذلك أن الكتابة العربية لاتخلو من الصعوبات والمشكلات التي
تعوق التعليم والتعلّم.
3.
تيسير
النحو
لازمت الدعوة إلي
تيسير النحو التحدي المعادي النابع من الادّعاء بصعوبة اللغة العربية نحوا وصرفا
وبيانا و كتابة, ابتداء من آخريات القرن التاسع عشر. و كادت هذه الدعوة تقتصر على
تعقد النحو وتشعّبه و كثرة مصطلحاته وصعوبة التقيد بالإعراب الذي يفرضه على
المتكلم. و قد نص أتباع هذه الدعوة على أن
العرب يحسنون صنعا إذا تخلّوا عن النحو وانصرفوا إلى تعليم الأجيال المتعاقبة
اللغات الأجنبية.
أما الاتجاه المعادي
القائل بصعوبة النحو, فقد جعل اللإعراب غاية النحو. ودعا إلى التخلّى عنه لعجز
الإنسان العربي عن التقيّد به فى كلامه, وألحّ[8]
على تسكين أواخر الكلم تشبّها بالعامية و مجاراة لها, و حاول الإيحاء بأن أصول
الأولي للفصيحة لم تكن معربة, وأن الإعراب طرأ عليها في عصور لاحقة. يمكن القول إن
المراد من صعوبة النحو في مفهوم أتباع الاتجاه المعادي, هو كثرة القواعد و تشعبها
و سيطرة العلل الفقهية والمنطقية عليها.
أخلص, أن الاتجاه
المعادي طرح قضية تيسير النحو طرحا غائما. و كان أتباع هذه الاتجاه علي حق في
الإطار العام لهذه الشكوى, لكنهم أخطؤوا الصواب حين شرعوا يطرحون نتيجة ليس لها
نصيب من الدقة العلمية. فا لصعوبة في مفهومهم, تفرّض التخلّي عن الحركة في أواخر
الكلم واستعمال السكون بدلا منها تبعا لعجز المتكلم عن التقيد بها. و هه النتيجة
تنمّ علي جهل بالفرق بين المعارف النحوية ومهارة استعمالها في الحديث, و عن إخفاق
في تحديد مهمة الحركة في أواخر الكلم و علاقة المتكلم أو العامل بالدلالة بواسطتها
علي المعني في الجملة.
4.
التعليم
باللغات الأجنبية
التعليم
باللغات الأجنبية أكثر التحدّيات المعادية وضوحا و خطرا. و يكاد هذا التعليم يقتصر
في وقت الحاضر على العلوم التطبيقية في الجامعات و المعاهد العليا بعد أن كان عاما
شاملا مراحل التعليم كلها. وعلي الرغم من
أن المستعمر لم يكن واحدا في الأقطار العربية فإن الهدف الذي أعلنه واحد, هو العمل
علي تربية النخب تابعة له, يرسّخ بوساطتها تبعية الأقطار العربية له في أثناء
استعماره وبعد رحيله عن الوطن العربي.
الاستنباط
حماية اللّغة و صيانتُها من الفسد و الانقراض من واجبتنا، فامتلاك القدرات الذّاتيّة، على مستوى الأفراد والجماعات، و على مستوى الحكومات و الهيئات الأهليّة، و التوفّر على الوعي الحضاريّ الرشيد الّذى هو بمثابة البوصالة الّتى تقودنا إلى النّجاح في القيام بهذه المهمّة. فهذه كلُّها زادنا لمواجهة التّحدّيات اللّغويّة في عصرنا. أفلا تفرحون أن تعيشوا تحت ظلال الحضارة الإسلاميّة و الجمال اللّغويّة و بشاشة ناطقيها؟ . لو لانا من سوانا، ولو لا اللآن فمتى؟ . فالضّياء المنير يلمع من ألسِنة البلغاء، و الريح الطيّبة تهُبّ من كلمات الفصحاء.
المراجع
- د. سمر روحي الفيصل : قضايا اللغوية في العصر الحديث، نادي تراث الإمارات، مركز زايد للتراث، 2007.
- مجلة مجمع اللغة العربية.
.http://www.almoslim.net/node/- 82775
حماية اللّغة و صيانتُها من الفسد و الانقراض من واجبتنا، فامتلاك القدرات الذّاتيّة، على مستوى الأفراد والجماعات، و على مستوى الحكومات و الهيئات الأهليّة، و التوفّر على الوعي الحضاريّ الرشيد الّذى هو بمثابة البوصالة الّتى تقودنا إلى النّجاح في القيام بهذه المهمّة. فهذه كلُّها زادنا لمواجهة التّحدّيات اللّغويّة في عصرنا. أفلا تفرحون أن تعيشوا تحت ظلال الحضارة الإسلاميّة و الجمال اللّغويّة و بشاشة ناطقيها؟ . لو لانا من سوانا، ولو لا اللآن فمتى؟ . فالضّياء المنير يلمع من ألسِنة البلغاء، و الريح الطيّبة تهُبّ من كلمات الفصحاء.
المراجع
- د. سمر روحي الفيصل : قضايا اللغوية في العصر الحديث، نادي تراث الإمارات، مركز زايد للتراث، 2007.
- مجلة مجمع اللغة العربية.
.http://www.almoslim.net/node/- 82775
[1] - مهندس بناء بريطاني, (1852-1932) عمل في مصر و
العراق و تركيا, ترجم الإنجيل للهجة المصرية, و كان من أوّل الدعاة لتبنيها بدلا
من العربية الفصحى في مصر كلغة للكتابة والقراءة.
[1]محمد فريد أبو حديد : (موقف اللغة العربية العامية من اللغة العربية الفصحى), مجلة مجمع اللغة العربية ,ج8, القاهرة,1953-
[1]محمد فريد أبو حديد : (موقف اللغة العربية العامية من اللغة العربية الفصحى), مجلة مجمع اللغة العربية ,ج8, القاهرة,1953-
- تحديات : مصدر تحدى الشيءَ : طلب منه مباراته في أمر - مرنة : لينة
- الأمية : مصدر صناعى من الأمي، وهو من لا بقرأ ولا يكتب، معناه الغفلة و الجهالة - تعقّد(الكلام) : خفاء معناه
- تتحلى : تتزين -
تمتح : تمتد
- تخلى عن : ترك - لجوء إلى : استناد إليه و اعتضاد به
- تخلى عن : ترك - لجوء إلى : استناد إليه و اعتضاد به
[3]
أحمد أمين : (إقتراح ببعض الإصلاح في متن اللغة) مجلة مجمع اللغة
العربية, ج6, القاهرة 1951-
- تتخلصوا : تسلموا - مصراع (الباب) : أحد جزئيته
- مشحونة : مملوءة - العريقة : من العرق، وهو أصل كل شيء
- تشويه : تقبيح - العولمة :
- التزمت : التشدّد
- تتخلصوا : تسلموا - مصراع (الباب) : أحد جزئيته
- مشحونة : مملوءة - العريقة : من العرق، وهو أصل كل شيء
- تشويه : تقبيح - العولمة :
- التزمت : التشدّد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق